ذكاء التواصل ( فرح )
ذكاء التواصل
تعريف الذكاء الاجتماعي
الذكاء الاجتماعي هو مجموعةٌ من المهارات التي تجتمع مع بعضها البعض، لتجعل الفرد قادراً على الارتباط مع الآخرين، ولديه القدرة على التواصل معهم بفعاليةٍ عاليةٍ؛ فعندما يكون الإنسان قادراً على فهم عقله وذاته، ويحاول التعايش معها فهو بذلك يملك قدرةً كبيرة، أمّا إن كان قادراً على التعايش، والتواصل مع الآخرين، والتعامل معهم بنجاحٍ في وقتٍ واحدٍ، فهو بذلك يمتلك قدرةً أكبر منه، وهي تُعبر عن ذكاءٍ صادرٍ منه، وهي علامةٌ من علامات العبقرية؛ وذلك لأنّ الأذكياء اجتماعياً يستخدمون كافة ما لديهم من طاقاتٍ كامنة، وإمكانياتٍ كبيرة، جسدية وعقلية للتواصل مع الآخرين، ومحاولة قراءة أفكارهم، ومساندتهم، وتشجيعهم على النجاح، والإبداع في حياتهم، وتكوين صداقاتٍ جديدة، وزيادة حلقة الصداقة مع الآخرين، والمحافظة عليها.طرق اكتساب وتنمية الذكاء الاجتماعي
الذكاء الاجتماعي هو مهارة كباقي المهارات الأخرى يُمكن اكتسابه، وتعلّمه، وإتقانه من خلال التدريب والممارسة، وذلك باتباع بعضٍ من نصائح الخبراء والباحثين في هذا المجال، ومن هذه النصائح الآتي: عدم التعجّل في مُحاسبة الآخرين على ما قَد يصدر منهم من أخطاء أو هفوات؛ فالإنسان كائنٌ حساسٌ، عاطفيٌّ بطبعه، يتأثر بأقلّ الكلمات؛ فانتقاد الشخص، أو لومه قد يكون بمثابة شرارةٍ خطيرةٍ من شأنها تدمير صاحبها، ومن شأنها أن تحرق عاطفته، وكبريائه، فهذا (توماس هاردي) الكاتب البريطانيّ الشّهير أقلع عن الكتابةِ إلى الأبد، بسبب الانتقاد اللاذع الذي وُجّه إليه، كما أقدم (توماس شاتروثون) على الانتحار نتيجة الانتقاد أيضاً. إظهار الاهتمام بالآخرين؛ هذه قاعدة من أهمّ قواعد كسب محبّة الآخرين، وثقتهم، وهي كفيلةٌ بأن تؤدّي إلى نتائج عظيمةٍ ينالُ منها الشخص ما يسعى إليه، وتكون سبباً في تَحقيق أهدافه؛ فالإنسان يستطيع أن يكسب اهتمام ومحبة أبرز النّاس، وأرفعهم قدراً إذا أبدى الاهتمام والعناية بهم. جعل الآخرين الذين يقابلهم يحبونه، وذلك بإظهار محبة الشخص لهم وتقديرهم لذاتهم؛ فكلّ إنسانٍ لديه ما يُميّزه عن الآخرين ولديه جوانب مشرقة في شخصيّته تجعله فريداً في نظرته لذاتهِ وتُشعرهُ بأفضليته، ولذلك على من أراد كسب ودّ الآخرين والتحلي بالذّكاء الاجتماعي أن يُظهر لهم مدى تقديره للصفات التي يتميزون بها. يقول إيمرسون: (كلّ إنسانٍ أقابلهُ أفضل منّي في ناحيةٍ واحدةٍ على الأقل، وفي هذه النّاحية يمكنني أن أتعلّم منهُ). البعد عن العبارات التي تُبيّنُ الاستخفاف بذكاء الآخرين، وبقدراتهم العقليّة والثّقافيّة، وتوحي بالغرور والتكبّر؛ كأن يقول الشخص أثناء الحوار: (سأبرهن على كذا وكذا) فمثل هذه العبارات تعني: (أنا أذكى منك) وبالتالي فإنّ الشخص الآخر ستكون لديه ردّة فعلٍ عكسية، فهذا تحدٍّ صريح من المتحدّث يثير العداء، ويدفع الطرف الآخر للهجوم في المحادثة قبل البدء فيها، فعلى الشخص المحاور والذي يتميّز بالذّكاء الاجتماعي أن يتحدث بلباقةٍ وكياسةٍ مطلقةٍ، كأن يقول مثلاً: أنا لي رأيٌ آخر في هذه المسألة، وقد أكون مخطئاً فقول الشخص (قد أكون مخطئاً) يمنعه من الوقوع في المشكلات والاعتراضات، ويوحي للطرف الآخر بأنّه قد يكون هو مُخطئاً أيضاً.
تعليقات
إرسال تعليق